قصة: كيف تحولت صداقة على الإنترنت إلى علاقة قوية

كانت منى بنت من أسيوط، 21 سنة، بتدرس في كلية تربية، حياتها بسيطة ما بين المحاضرات والبيت، لكن كان عندها عادة غريبة: بتحب تقعد ساعات طويلة على الإنترنت. مش بس فيسبوك أو إنستجرام، لكن كمان كانت بتحب تدخل جروبات للنقاشات الثقافية وتشارك برأيها. بالنسبة لها، الإنترنت كان المتنفس اللي بتلاقي فيه مساحة تعبر عن نفسها بعيدًا عن ضغوط البيت والدراسة.
البداية برسالة صغيرة
في إحدى الليالي، كتبت منى تعليق قصير في نقاش عن الكتب. بعدها بدقايق جالها إشعار برسالة جديدة من شخص اسمه أحمد. الرسالة كانت بسيطة: "عجبني تعليقك عن نجيب محفوظ… واضح إنك مثقفة." ابتسمت منى وردّت: "مش مثقفة أوي، بس بحب أقرأ."
صداقة تنمو ببطء
بدأت المحادثة من تعليق عادي، لكنها ما انتهتش. أحمد كان شاب من المنصورة، يدرس هندسة كمبيوتر، وبيحب القراءة والموسيقى. المحادثات اللي بدأت بكلمات قصيرة تحولت مع الوقت لحوارات طويلة بتستمر ساعات. كانوا بيتكلموا عن الكتب، عن الدراسة، عن أحلامهم، وحتى عن حاجات صغيرة يومية. ومع مرور الوقت، بقت منى مستنية رسالته كل يوم.

وبعد شهور من الصداقة، اتطور الموضوع لأول مكالمة صوتية. قلب منى كان بيدق بسرعة وهي بترد، ولما سمعت صوته لأول مرة حسّت إنها مش بتكلم مجرد "شخص على الإنترنت"، لكن إنسان حقيقي ليه روح ودفء. المكالمات بقت عادة يومية، والصداقة تحولت لجزء من حياتهم.
الخطوة الأصعب
لكن دايمًا في العلاقات اللي بتبدأ أونلاين، بيكون في سؤال صعب: "هو الشخص ده حقيقي زي ما بيظهر؟" منى سألت نفسها السؤال ده أكتر من مرة، وأحمد حس بيه. في يوم قال لها: "أنا عارف إننا لسه ما تقابلناش، بس نفسي نكسر الحاجز ده ونشوف بعض في الحقيقة."
أول لقاء
الخوف كان موجود… هي من محافظة وهو من محافظة تانية، وأهلها ممكن يرفضوا الفكرة. لكن بعد تفكير طويل، وافقت إنها تقابله في مكان عام في القاهرة. جاء اليوم المنتظر، ووصلت منى الكافيه قبل المعاد بدقايق، قلبها بيدق بسرعة. دخل أحمد بابتسامة واسعة وقال: "أخيرًا." اللحظة اللي كانوا مستنيينها شهور حصلت في ثواني.

اللقاء الأول ده كان نقطة تحول. بعدها بقى في لقاءات تانية، وكل لقاء كان يثبت لهم إن المشاعر اللي بدأت على الإنترنت كانت حقيقية. لكن طبعًا، الطريق ما كانش كله وردي. أهل منى كانوا رافضين الفكرة في البداية، وأحمد اضطر يقابل والدها ويثبت إنه جاد وصادق. ومع الوقت، بدأت العائلة تقتنع.
نهاية مختلفة
عدّت الشهور، وتحولت القصة من صداقة عابرة على الإنترنت لعلاقة قوية، فيها ثقة واحترام وحب. واللي بدأ برسالة صغيرة في جروب كتب، انتهى بحلم مشترك بين شخصين لقوا بعض بالصدفة في عالم افتراضي، لكن حولوا الصدفة دي لقصة حقيقية تستحق إنها تعاش.