حكاية سميرة من مصر: لقاء غير حياتها
كانت سميرة بنت بسيطة من إحدى ضواحي القاهرة، عمرها 23 سنة، خريجة جديدة من كلية التجارة. كانت حياتها تسير على وتيرة هادئة: بيت عائلي مزدحم، أم مشغولة دومًا بأمور البيت، وأب صارم قليل الكلام، وإخوة أصغر منها يحتاجون لرعايتها. ورغم كل ذلك، كان عندها إحساس دائم أن حياتها ناقصة شيئًا ما، شيء غامض يوقظ قلبها كل ليلة.
البداية: معرض الكتاب
في أحد الأيام، قررت سميرة تكسر الروتين وتذهب مع صديقتها مريم لحضور معرض الكتاب في وسط البلد. كانت تعشق الروايات، وربما لأنها ترى فيها عوالم أخرى تهرب إليها من زحمة حياتها اليومية. وهناك، عينيها وقعت على شاب مختلف… شعره غير مرتب بعفوية، وصوته فيه هدوء وثقة، وكان يتحدث مع البائع بحماس عن الكتب.
اللقاء الأول
اقتربت منه دون أن تشعر، ولما لمحها ابتسم ابتسامة صادقة وقال: "تحبي الروايات التاريخية؟". ارتبكت وردّت بسرعة: "أيوه، خصوصًا اللي فيها قصص حقيقية". ضحك وقال: "يبقى لازم تقري الكتاب ده، بيحكي عن قصة بنت مصرية زمان واجهت الدنيا كلها." من هنا بدأت حكايتهم...
تطور العلاقة
منذ ذلك اللقاء، بدأت حياتها تأخذ منحنى جديد. صارت تراه صدفة – أو ربما ليست صدفة – في المكتبات والكافيهات. ومع كل لقاء، شعرت أنه يرى فيها شيئًا لم يره أحد من قبل. ولأول مرة أحست أن هناك من يسمعها بصدق.
التحديات
لكن القصة لم تكن سهلة. عندما علم والدها، رفض بشدة وقال: "اللي بتعمليه ده غلط، سمعة البنت أهم من أي حاجة." شعرت سميرة أنها محاصرة بين قلبها الذي يريد أن يكمل الحكاية، وخوفها من خسارة ثقة أهلها. حاولت الابتعاد، لكن قلبها لم يتوقف عن التفكير فيه.
اللحظة الفاصلة
وفي ليلة شتوية باردة، وصلتها رسالة طويلة منه يخبرها أنه سيسافر في تدريب بالخارج بعد أسبوع. كتب في النهاية: "أنا مش طالب منك وعود… بس عايزك تعرفي إنك غيرتِ حياتي من أول لقاء."
النهاية المفتوحة
التقته في كافيه صغير بوسط البلد قبل سفره. تحدثا طويلًا وكأنهما يحاولان اختصار العمر كله في ساعات قليلة. وعندما حان الوداع، قال لها بابتسامة حزينة: "أنا مؤمن إن الحكايات الحقيقية ما بتنتهيش… بتكمل بشكل أو بآخر."
رجعت سميرة بيتها وقلبها ممتلئ بمشاعر متناقضة: وجع الفراق، لكن أيضًا فرحة أنها امتلكت قصة تخصها وحدها. ومن يومها تعلمت أن أي لقاء عابر قد يكون بداية لفصل جديد يستحق أن يُعاش بكل تفاصيله.
حكاية سميرة من مصر
Comments