قصة: أخطاء في أول موعد غيرت كل شيء

كانت يارا بنت في أوائل العشرينات من الجيزة، معروفة بين صحابها إنها جريئة وبتحب التجارب الجديدة. عمرها ما رفضت تحدي أو مغامرة، لكن في قلبها كان في سرّ: كانت عايزة تعيش قصة حب حقيقية. زي أي بنت، كانت بتحلم باللحظة اللي تلاقي فيها الشخص اللي يحس بيها من غير كلام كتير.
اللقاء الأول
الصدفة جت من خلال واحدة من قريباتها اللي عرّفتها على شاب اسمه سامح. مهندس شاب، عنده 26 سنة، بيشتغل في شركة كبيرة. من أول محادثة بسيطة بينهم على الهاتف، يارا حسّت بشيء مختلف. وبعد أسابيع من المكالمات والرسائل، اقترح سامح يقابلها أول مرة وجهًا لوجه.
جاء اليوم المنتظر، ويارا كانت متوترة جدًا. وقفت قدام المراية ساعات تختار الفستان المناسب، وتحط لمسات بسيطة من المكياج. قلبها كان بيدق بسرعة، مش بس خوفًا من اللقاء، لكن كمان من فكرة: "هل هيبصلي زي ما أنا، ولا هيحكم عليّ بسرعة؟"
جلسة غير متوقعة
وصلت للمكان، كافيه أنيق في وسط البلد. دخلت تلاقيه قاعد في الركن، لابس قميص بسيط، وبيبتسم أول ما شافها. بدأ الحوار بينهم عادي جدًا: عن الشغل، الدراسة، الهوايات. لكن مع مرور الوقت، بدأت يارا تلاحظ بعض الأخطاء الصغيرة اللي خلتها تتوتر من جديد.

سامح كان ماسك موبايله كل شوية يرد على إشعارات، رغم إنه بيحاول يركز معاها. ولما اتكلم عن شغله، فضّل يحكي كتير عن إنجازاته، لدرجة إنها حسّت إنه بينسى يسألها عن نفسها. أما يارا، فتوترها خلاها تتكلم بسرعة وتضحك بشكل مبالغ فيه على أي حاجة يقولها.
لحظات صادقة
ورغم الأخطاء والارتباك، كانوا بيلقوا لحظات صادقة: ضحكة مشتركة على موقف مضحك من طفولتهم، أو صمت قصير مليان راحة. ومع اقتراب نهاية اللقاء، الجو بقى أخف. سامح بص لها وقال: "بصراحة، أنا عارف إني اتكلمت عن نفسي كتير، بس السبب إني كنت متوتر. اللقاء ده مهم بالنسبة لي أكتر مما تتخيلي."

النهاية المفتوحة
الصدق البسيط في اعترافهم فتح باب جديد. اتفقوا يقابلوا بعض مرة تانية، وقالوا إنهم هيتعلموا من أخطاء المرة الأولى. اللقاء التاني كان مختلف تمامًا: أكتر هدوء، أكتر تركيز، وأكتر صدق. وهنا أدركت يارا إن الأخطاء اللي حصلت في أول موعد مش لازم تدمر أي شيء. بالعكس… ساعات بتكون هي البداية اللي بتعلمنا إزاي نكون نفسنا بجد.